143
الخطاب العالمي بشأن المناخ يتجه بشكل حاسم نحو تفعيل أسواق الكربون كركيزة أساسية لتمويل المناخ والتخفيف من آثاره، كما أكّد ممثل رئاسة البرازيل في مؤتمر الأطراف الثلاثين (COP30) (كاربون بالس، يونيو 2025). وسيحدد هذا التحوّل جدول الأعمال في البرازيل، ويعزّز هذا الاتجاه عدد من العوامل، من أبرزها:
- تحوّل الخطاب العالمي حول المادة السادسة من اتفاق باريس من مرحلة التفاوض إلى مرحلة التنفيذ، مما يتطلب استكمال أطر قوية للتجارة الدولية في أسواق الكربون خلال مؤتمر الأطراف الثلاثين (البنك الدولي، 2025).
- تزايد مصداقية البرازيل في دعم آليات السوق الموثوقة لتجارة الكربون، بصفتها الدولة المستضيفة لمؤتمر COP30، وذلك بعد نجاحها في الحد من إزالة مساحات واسعة من الغابات، التي تُعد من أهم الأحواض الطبيعية للكربون (نيتشر فور كلايمت، أغسطس 2025).
- تنامي اعتبار أسواق الكربون كأنسب وآلية أكثر فعالية لسد فجوة تمويل المناخ في مؤتمر COP30، وتوجيه الاستثمارات نحو المشاريع في بلدان الجنوب العالمي، خاصة بعد إخفاق تمويل المناخ في مؤتمر COP29 في باكو (رويترز، 2025).
ومع اتساع فجوة تمويل المناخ، يُتوقع أن يشكّل مؤتمر COP30 فرصة ذهبية لبناء بنية تحتية وآليات موثوقة لأسواق الكربون، تضمن تحقيق خفض حقيقي وتراكمي في الانبعاثات، وتحقق منافع عادلة للمجتمعات والأنظمة البيئية.