تداعيات تعثر مفاوضات سوق الكربون في اجتماعات بون

في إشارة إلى تصاعد الخلافات بين الدول بشأن تحقيق أهداف المناخ نتيجة للتحديات الجيوسياسية والاقتصادية، جاءت نتائج اجتماعات بون للمناخ (16–26 يونيو) مخيبة للآمال ومثيرة للقلق، خاصة فيما يتعلق بأسواق الكربون (المادة 6). وقد أكّد ذلك ما يلي:

• استمرار الشكوك حول معايير النزاهة في عمليات مراجعة أسواق الكربون (الصفقات الثنائية ضمن المادة 6.2) وافتقارها إلى الشفافية (فاينانشال تايمز، 27 يونيو).
• خلاف الدول بشأن مصير الفائض المالي لآلية التنمية النظيفة (الذي يتجاوز 45 مليون دولار أمريكي)، بين نقل هذا الفائض إلى صندوق التكيف كما تطالب الدول النامية (حيث لم يُخصّص سوى 7% منه)، أو استخدامه لدعم تنفيذ آلية المادة 6.4 وبناء القدرات وفق توجه الدول المتقدمة، أو تطبيق مزيج من الخيارين (كاربون ماركت ووتش، 26 يونيو).
• تأجيل مناقشة عدة قضايا رئيسية مثل كيفية إدارة صندوق التكيف، وجودة أرصدة الكربون، وآليات المساءلة الموثوقة، والتفاصيل المتعلقة بالمسؤوليات عن “الانعكاسات” (مثل حرائق الغابات)، إلى مؤتمر الأطراف الثلاثين (COP30).
• غياب التوافق بشأن استخدام أرصدة الكربون لتعويض الانبعاثات أو خفضها كما هو مذكور في المساهمات المحددة وطنياً (NDCs)، وهو ما يؤدي إلى نقل عبء التخفيف إلى الدول النامية (كاربون بالس، 26 يونيو).

وفي ظل التحديات الجيوسياسية والاقتصادية المستمرة، ومع استمرار الخلافات وصعوبة تحقيق تقدم ملموس، يُتوقّع أن تركّز رئاسة مؤتمر الأطراف الثلاثين (COP30) جهودها على التوصل إلى صيغة توافقية لتفعيل أسواق الكربون.