نقف في مركز سيداري اليوم عند منعطف حاسم في مسيرتنا؛ حيث تتقاطع خبراتنا الإقليمية المتراكمة في مجالات البيئة والتنمية المستدامة مع رؤية متجددة نحو مستقبل أكثر شمولاً واستدامة. وبينما نتطلع إلى المستقبل، فإن توجهنا واضح: قيادة التغيير الجذري الفعّال، وتعزيز القدرة على التكيف، وترسيخ التعاون الإقليمي في مواجهة التحديات البيئية الأكثر إلحاحًا.

تنطلق رؤيتنا من الإيمان بأهمية الابتكار، وبناء الشراكات الفعّالة، وتحقيق الأثر الملموس. ونعمل على توسيع نطاق تدخلاتنا عبر الإقليم العربي، وأوروبا، وامتدادًا إلى مناطق أخرى، لمعالجة قضايا جوهرية تشمل تغيّر المناخ، وأمن المياه، والاقتصاد الأخضر، والتحول الرقمي من أجل الاستدامة. ونلتزم في هذا الإطار بتسخير العلوم والسياسات والتقنيات لتقديم حلول شاملة ومرنة، تستجيب لاحتياجات منطقتنا الفريدة.

خلال السنوات القادمة، سنواصل تعزيز مكانة "سيداري" كمركز إقليمي موثوق لصياغة السياسات، ومصدر رائد للمعرفة المتخصصة، ومحفز أساسي للعمل البيئي الفعّال. كما سنستمر في الاستثمار في بناء القدرات، وتوسيع التحالفات الاستراتيجية، وتنفيذ برامج عالية الأثر تتسق مع الأولويات العالمية، مع الحفاظ على خصوصيتنا الإقليمية.

أدعو جميع شركائنا والمعنيين ومجتمعاتنا إلى الانضمام إلينا في رسم ملامح مستقبل تُصان فيه البيئة، وتُعزز فيه رفاهية الإنسان. معًا، يمكننا أن نخطو نحو مستقبل أكثر عدالة واستدامة وقدرة على الصمود.